زنقة 20 / الرباط
شهد مطار إل برات ببرشلونة حادثة أثارت جدلًا واسعًا في إسبانيا والعالم، بعد أن تُرك طفل يبلغ من العمر 10 سنوات بمفرده في صالة الوصول، بينما سافر والداه إلى المغرب على متن طائرة متجهة إلى الدار البيضاء.
وبحسب ما نقلته وسائل إعلام إسبانية ودولية، فإن السلطات منعت الطفل من الصعود إلى الطائرة بسبب انتهاء صلاحية جواز سفره الإسباني، وافتقاره لتأشيرة دخول إلى المغرب، الوجهة المقصودة.
وبالرغم من ذلك، قرر الوالدان مواصلة رحلتهما وترك الطفل في المطار، بزعم أنهما سلّماه لامرأة كانت تنتظر معهما، واتصلا بأحد أقاربهما ليأتي لأخذه.
تدخل فوري من السلطات
عُثر على الطفل وحيدًا من قبل موظفي المطار، الذين قاموا بإبلاغ الشرطة على الفور. وقال أحد العاملين في المطار في مقطع فيديو نُشر على منصة “تيك توك”، إن الطفل أخبرهم بأن والديه ذهبا إلى المغرب لقضاء عطلتهم.
وفور إبلاغ طاقم الطائرة بوجود طفل تُرك في المطار، سأل الطيار الركاب عمّا إذا كان أحدهم قد نسي طفلًا في صالة الوصول، إلا أن أحدًا لم يرد. لاحقًا، تم التعرف على الوالدين اللذين تبين أنهما كانا يسافران مع طفل آخر أصغر سنًا.
عودة الطائرة إلى برشلونة
واضطرت الطائرة التي كانت قد أقلعت بالفعل إلى العودة إلى برشلونة بعد الإقلاع، بموجب تعليمات السلطات. وعند عودتهم، رافقت الشرطة الوالدين إلى محطة الوصول، حيث تسلما الطفل مرة أخرى.
الوالدان يقدمان تبريرًا مثيرًا للجدل
خلال التحقيقات الأولية التي أجراها الحرس المدني، أفاد الوالدان أن جواز سفر الطفل الأصلي، الصادر من بلدهما الأم، كان منتهي الصلاحية، وأنهما حاولا تمكينه من السفر بوثيقة إسبانية لا تُخول له دخول المغرب دون تأشيرة.
وبحسب روايتهما، فقد قررا تسليمه إلى امرأة يعرفانها داخل المطار، ريثما يصل أحد أقاربهما.
ردود فعل غاضبة على وسائل التواصل
الحادثة أثارت موجة استنكار واسعة على شبكات التواصل الاجتماعي، حيث اعتبرها العديد من المستخدمين تصرفًا غير مسؤول يعكس إهمالًا شديدًا بحق طفل قاصر.
وفي محاولة للدفاع عن نفسها، تواصلت سيدة عبر الإنترنت – قالت إنها والدة الطفل – مع موقع قناة “لا سيكستا” الإسبانية، ونشرت رسائل نصية تنفي فيها أن الطفل تُرك وحيدًا، مؤكدة: “تركناه مع امرأة بينما ذهب أحد الأصدقاء لأخذه”.
تدخل الخدمات الاجتماعية
وبحسب ما نقلته القناة التلفزيونية، فقد أعيد الطفل إلى والديه بعد التحقيق، غير أن القضية الآن تحت إشراف الخدمات الاجتماعية، التي ستقرر ما إذا كان سلوك الوالدين يُصنف كـ”تخلي عن قاصر”. كما يُحتمل أن تُفتح تحقيقات قانونية إضافية بشأن تسبب الوالدين في تأخير الطائرة وإرباك حركة الملاحة الجوية.